عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2014, 04:46 PM   #20
نائب الاداره


الصورة الرمزية معانى الورد
معانى الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-10-2021 (10:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~










لوني المفضل : Fuchsia
افتراضي






****

الهربس العصبي (الحزام الناري) Herpes Zoster
هو التهاب فيروسي حاد في الجلد يظهر على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين. و يتميز بوجود ألم شديد لذا يسمى ﺒ ( الحزام الناري ) حيث انه يأخذ جزء محدد من الجلد تبعا للعصب المصاب و كأنه حزام يفصل هذا الجزء الشديد الألم و الأحمر اللون ، كأنه نار ، عن باقي الجسم.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.


و عادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن (أكثر انتشارا فوق سن الخمسين) ، ضعف المناعة لأي سبب ، و التعرض لتوتر و انفعال شديد.

الأعراض:


  • طفح جلدي: على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار. بعد 1-2 أسبوع تجف هذه الحويصلات مكونة قشور، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجيا حتى تختفي تماما بعد 2-3 أسابيع.[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل][فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    يتميز هذا الطفح الجلدي أنه في جهة واحدة من الجسم. أكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر و الجزع. و أحيانا تصاب منطقة الوجه و الرقبة و التي قد تؤدى لحدوث مضاعفات في الفم أو العين. و أحيانا يحدث شلل في الوجه ، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان.[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل][فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل][فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
  • ألم شديد أو وخز ناري: يكون مصاحبا للطفح الجلدي أو يسبقه.
  • تضخم في الغدد الليمفاوية: التابعة للجزء المصاب.
  • أعراض أخرى قد تصاحب المرض:
    • ارتفاع درجة الحرارة.
    • إحساس بالضعف العام.
    • صداع.
    • ألم بالمفاصل.
    • ألم بالبطن.
☼ يعتمد تشخيص الهربس العصبي على ظهور الطفح الجلدي المميز له في شخص قد أصيب سابقا بالجديري المائي.

المضاعفات:
  • التهابات بكتيرية للجلد المصاب.
  • فقدان حاسة التذوق.
  • فقدان النظر.
  • فقدان السمع.
  • شلل في الوجه.
  • تكرار حدوث المرض. لكن نادرا ما يحدث ذلك حيث أن 99% من الحالات لا يتكرر حدوث المرض بعد الشفاء منه.
العلاج:
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبي تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه. فقط يكون العلاج لأعراض المرض.
  • مضاد للفيروسات: يساعد في تقليل مدة المرض، الألم، و أيضا المضاعفات المحتمل حدوثها. كما يعتبر حماية للمريض إذا كان يعانى من نقص المناعة. و يفضل استخدامه خلال 24 ساعة من ظهور الألم. و يكون في صورة أقراص تؤخذ 4-5 مرات يوميا لمدة 10 أيام. و أحيانا يعطى حقن بالوريد إذا كان المريض يعانى من نقص شديد في المناعة.
  • مسكنات: لتهدئة الألم. كما يساعد أيضا على تهدئة الألم عمل كمادات باردة على الجلد المصاب.
  • مطهرات موضعية: مثل الكحول تركيز 70% ، حيث يجب تطهير الجلد المصاب. و يجب التنبيه على المريض عدم إعادة استخدام الأدوات الشخصية له إلا بعد تطهيرها عن طريق الغسيل في ماء مغلي.
الوقاية من المرض:
  • عدم ملامسة الأدوات الشخصية للمصاب إلا بعد الغسيل في ماء مغلي.
  • الابتعاد و عدم ملامسة جلد الشخص المصاب خاصة فترة تواجد الحويصلات لمنع انتقال العدوى (خاصة للسيدات الحوامل).
  • إعطاء لقاح الجديري المائي للأطفال


  • 31
    *****

    الحمى الوردية Roseola
    هي عدوى فيروسية تصيب الأطفال. و تكون أكثر انتشارا من سن 6 شهور و حتى سن سنتان. و تسببها نوع من الفيروسات يسمى Human Herpes Virus.

    فترة الحضانة
    وهي الفترة ما بين الإصابة بالفيروس و ظهور أعراض المرض. و تتراوح بين 7 – 10 أيام بعد الإصابة بالفيروس المسبب للمرض.

    طريقة العدوى
    تتم العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف و فم الطفل المصاب.

    الأعراض
    1. الحرارة:
      يبدأ المرض بحدوث ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة لتصل سريعا إلى 39.5 – 40 درجة مئوية. و تظل الحرارة مرتفعة لمدة 3 – 4 أيام دون ظهور أي سبب واضح لهذه الحرارة. ثم تعود الحرارة إلى معدلها الطبيعي مع ظهور الطفح الجلدي في نفس الوقت.
    2. الطفح الجلدي:
      يتميز بأنه وردى اللون، و يبدأ في الظهور في اليوم الرابع مع انخفاض الحرارة إلى معدلها الطبيعي. و يبدأ في منطقة الصدر ثم ينتشر سريعا ليشمل الأطراف و الرقبة و الوجه. و يكون غالبا اقل كثيرا في الوجه. ثم يختفي سريعا خلال 24 ساعة. لذلك يعتبر ظهور الطفح الجلدي علامة جيدة حيث انه يشير أن كل الأعراض ستنتهي تماما خلال 24 ساعة فقط.


      و يعتبر أهم ما يساعد في تشخيص الحمى الوردية هو ظهور الطفح الجلدي في نفس توقيت انخفاض الحرارة إلى المعدل الطبيعي.

      [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل][فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    3. أعراض أخرى:
      مثل: فقدان الشهية – تضخم في الغدد الليمفاوية بالرقبة.
    المضاعفات
    نظرا لأن بداية المرض يكون بارتفاع شديد و مفاجئ في درجة الحرارة ، لذا يكون الطفل عرضة لحدوث تشنجات حرارية. و قد وجد أن نسبة التشنجات الحرارية التي تحدث مع الحمى الوردية تبلغ 10 – 15 %. و تتمثل أعراض التشنجات الحرارية في:
    • فقدان الوعي (غيبوبة)
    • تشنجات بالأطراف و الوجه لمدة 2 – 3 دقائق
    • فقدان السيطرة على عملية التبول و التبرز
    العلاج
    يكون علاج الحمى الوردية فقط باستخدام مخفضات الحرارة مع القيام بعمل كمادات باردة للطفل. و لا تستخدم المضادات الحيوية في العلاج حيث أن سبب المرض فيروس و ليس بكتريا فلا دور للمضادات الحيوية. و يجب الانتباه إلى إعطاء الطفل المزيد من السوائل.






    32
    *****


    الملاريا Malaria
    د. فواز القاسم
    الملاريا مرض التهابي خطير ، يسببه طفيلي خاص يسمى البلازموديوم plasmodium ، الذي يدخل إلى الكريات الحمراء في جسم المريض فيخربها ، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض والعلامات أهمها :

    • الحمى fever
    • وفقر الدم anemia
    • وتضخم الطحال splenomegaly
    ينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث الرة ومنها اليمن ، وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة ، أهمها عن طريق البعوض ، الذي يكثر بعد هطول الأمطار ، وخاصة في المناطق الرة والمهملة ، والتي لا يوجد فيها تصريف صحي جيد لمياه الأمطار والمجاري .

    عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصا سليما ، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من الأطوار merozoites . ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الأسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار merozoites ، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى الأطوار trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار ، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها ...

    أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها ... وهكذا تستمر الدورة ...

    [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    تختلف فترة الحضانة وهي المدة الزمنية الفاصلة ما بين دخول الطفيلي إلى جسم المريض وظهور أعراض المرض بحسب نوع الطفيلي ، ومتوسطها أسبوعان ... بعد هذه الفترة تبدأ أعراض وعلامات المرض بالظهور وأهمها :
    • الحمى fever : التي تظهر فجأة في بعض المرضى وترتفع فجأة أيضاً ، حتى أنها قد تسبب الاختلاجات لدى بعض المرضى convulsions ... أو قد تبدأ بالتدريج ، وترتفع كذلك ... وقد تكون مصحوبة بالقشعريرة أو ما تسمى بالعروة rigor . وبعد فترة زمنية معينة تختفي الحمى ويتعرق المريض ...
    • وقد تظهر على الأطفال المرضى تغيرات سلوكية behavioral changes مثل : الخوف fretfulness وفقدان الشهية anorexia والبكاء الذي لا مسوّغ له unusual ing و اضطرابات في النوم sleep disturbancs أو النعاس والهبوط drowsiness ...إلخ
      وهناك شكايات تظهر في الأطفال الأكبر سناً مثل : الصداع headach والغثيان nausia والتقيؤ vomiting وآلام البطن abdominal pain أو الظهر back ach .
    • وإذا أجرينا فحصا عاماً المريض في هذه المرحلة ، فلا نجد من العلامات ما يفرق الملاريا عن غيرها من الأمراض الالتهابية ، فقد نجد الحمى fever والشحوب pallor مع تضخم في الطحال splenomegaly مع بعض الحويصلات الفيروسية في فم المريض العقبول البسيط herpes simplex...
    • ولذلك ، فلكي نؤكد تشخيص المرض ، لا بد من إجراء بعض الفحوصات المختبرية : كالمسحة الدموية blood film التي تعتمد على رؤية الطفيلي مباشرة تحت المجهر ، والفحص المناعي serological test الذي يكتشف الآثار المناعية للطفيلي في دم المريض ...
      [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

      أما الفحوصات الدموية الأخرى ، مثل : نسبة صباغ الدم Hb والكريات البيضاء WBC وغيرها ... فهي مساعدة للتشخيص ، ولكنها ليست خاصة بمرض الملاريا .
      وقبل أن أتجاوز الفقرة المختبرية ، لابد لي من وقفة عند بعض الملاحظات الهامة :
      1. يجب على المختبري الناجح أن يجري مسحة دموية سميكة في بداية التشخيص thick blood film وذلك لكشف الحالات الخفيفة من الإصابة ، ثم يلجأ بعد ذلك للمسحة الرقيقة ilm thin blood f للتفريق بين أنواع الطفيلي الموجود .
        [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
      2. إذا جاء الطفل المريض وهو في قمة الطور الحموي feverish فقد لا نرى الطفيلي في المسحة الدموية الأولى ، لذلك لا بد من إعادة الفحص السلبي عند الشك العالي بالمرض بعد فترة اثنتي عشرة ساعة على الأقل ، وعندما تهدأ الحمى .
      3. هناك فحوص مصلية سيرولوجية متطورة مثل immune flourescent antibodies techniq = IFAT ، وهي تكتشف الأجسام المضادة لكل طفيلي في دم المريض ، وبصورة سريعة ، ولذلك يجب توفيرها في كل مستشفى من مستشفيات البلاد الموبوءة بالملاريا ..
    بعد تشخيص المرض ، من خلال القصة السريرية الكاملة ، بعد ملاحظة المناطق الموبوءة بالمرض ، ثم الفحص السريري والمختبري الجيد ، هنا يأتي دور التدبير والعلاج ... ومن المناسب أن نقول هنا : بأن الملاريا هي واحدة من الأمراض القليلة التي ينطبق عليها القول المأثور في تراثنا العربي والإسلامي الخالد : درهم وقاية ، خير من قنطار علاج .

    أما العلاج : فيتوقف على تقدير الطبيب في اختيار الدواء المناسب ، وفي إدخال المريض إلى المستشفى من عدمه ، حسب شدة الحالة ، ونوع الطفيلي ، واعتبارات أخرى يقدرها الطبيب . من الأدوية التي تستخدم:
    • Quinine (Chloroquine and Primaquine), Mefloquine
    • Antifolates (sulfadoxine + pyrimethamine, sulfadoxine + pyrimethamine + Mefloquine)
    وأود هنا أن أسجل تجربتي الخاصة مع دواء الكلوروكوين chloroquine ، فلقد وجدته الدواء الأمثل والأسلم لعلاج الملاريا في الأطفال ، ولقد عالجت به آلاف الحالات في مستشفى الأقصى التخصصي في الحديدة ، سواء لحالات الرقود inpatient=admission أو العيادات الخارجية outpatient ، دون أن أسجل حالة مقاومة واحدة للدواء ، بعكس ما يتوهم به الكثير من العاملين في هذا الميدان ...



    33
    *****

    المضادات الفيروسية Antiviral drugs
    تصيب الإنسان أمراض متعددة ذات أسباب مختلفة ، وتتسبب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة مثلت اختبارات حقيقية للطب على مر العصور . وتشكل الوقاية إلى جانب التلقيح السلاح الأنجع لتفادي الأمراض الفيروسية ، لأن المضادات والأدوية التي تقضي على الفيروسات قليلة جدا، نظرا للمشاكل التي تعيق البحث في هذا المجال. إذ أن عدد المضادات الفيروسية الموجودة حاليا لا يتجاوز الخمسين مقابل عدة آلاف من المضادات الحيوية.

    من الصدفة إلى العمل المدروس
    الفيروس هو كائن مجهري مكون أساسا من حمض نووي محاط بغشاء بروتيني ، وهو يعيش متطفلا داخل خلية تضمن له التكاثر ، وتتسبب أغلب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة .
    [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

    تتكاثر الفيروسات بسرعة بواسطة مضاعفة الخييط النووي DNA ، وتشكل النكليوزيدات أهم المواد الأولية لإنتاج نسخ DNA، لكن عند تغيير هذه النيكليوزيدات أو تعديلها فإن الأنزيمات التي تمكن من مضاعفة DNA لا تتعرف عليها وبالتالي لن تتم هذه العملية ولن يمكن الحصول على فيروسات جديدة ، وفي السبعينات مكن تعديل نيكليوزيدات من محاربة بعض الأمراض ، وقد اكتشفت المضادات الفيروسية إقتداء بالتجربة التي أجريت على الخلايا السرطانية في نهاية الأربعينات والتي اعتمدت نفس المبدأ. وهكذا تم اختيار العديد من الجزيئات الطبيعية ومشتقاتها عن طريق الصدفة حيث أبان بعضها عن القدرة المضادة للفيروسات . لكن العلماء والباحثين فكروا في العمل المدروس عوض الاعتماد على الصدفة والحظ ، لأن التطور العلمي مكن من معرفة التسلسل البروتيني والحيز النشيط للعديد من البروتينات الفيروسية ومقارنتها مع بروتينات معروفة سابقا ، مما خول تجريب مضادات البروتينات المعروفة على البروتينات الفيروسية المكتشفة . وقد تم تسهيل البحث وإعطائه منهجية أكثر، عندما استعملت الأنظمة المعلوماتية المتطورة التي تستخدم برامج لدراسة البروتينات الفيروسية وتصنيفها وتساعد على اقتراح مضادات محتملة .

    مشاريع إعداد المضادات الفيروسية
    استطاع علماء الفيروسات معرفة مختلف أصناف هذا الكائن الحي ، كما تعرفوا على مراحل الحياة والتكاثر لكل صنف ، وتتحد هذه المراحل في جذع مشترك رغم وجود اختلافات بسيطة ، إذ ينمو الفيروس عموما عبر ثلاث مراحل :
    • دخوله إلى الخلية المستهدفة.
    • إنتاج الخلية للعناصر الضرورية لتكاثر الفيروس.
    • خروج الفيروسات الأبناء بعد حصولها على المكونات التي أنتجتها الخلية .
    [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    وللقضاء على الفيروس يجب العمل على إيجاد مضادات تعمل على وقف نمو الفيروس في إحدى مراحل نموه ، وتبنت هذا المبدأ العديد من الأبحاث رغم الصعوبات التي تعترض الباحثين في هذا الباب والتي سنذكرها في نهاية هذا المقال. وفيما يلي عرض لبعض مشاريع المضادات حسب مراحل نمو الفيروس :
    • تحتاج أغلب الفيروسات إلى دمج أغشيتها مع غشاء الخلية حتى تتمكن من الدخول إليها ، ولا يمكن لأي فيروس كان أن يدخل لأية خلية كانت ، بل إن كل نوع من الفيروسات يقصد نوعا معينا من الخلايا لأنه يحتاج إلى إيجاد مستقبلات على أغشيتها تناسب العناصر الموجودة على غشائه حتى يتمكن من الدخول إليها ، تماما كالمفتاح والقفل . واستغل الباحثون هذه العلاقة الحميمية عندما وجدوا مضادات تمنع اتصال العناصر الموجودة على غشاء الفيروس بمستقبلاتها على الخلية أي تحول دون دخول المفتاح في القفل .
      [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
    • يفرغ الفيروس محتواه في الخلية بعد اندماج غشاءيهما ، وتوجد مضادات فيروسية تمنع هذه العملية وتحرم الآلة الفيروسية من الدخول إلى الخلية.
    • يشرع الفيروس بعد دخوله إلى الخلية في نسخ مخزونه الوراثي ، وهناك نوعان من الفيروسات : نوع يتوفر على DNA وآخر يتوفر على RNA مثل فيروس الإيدز (السيدا) . فبالنسبة للنوع الأول فإن المضادات تكون عبارة عن نظائر نيكليوزيدات أي نيكليوزيدات معدلة والتي تعيق عملية النسخ كما شرحنا سابقا ، أما النوع الثاني فيحتاج إلى تحويل RNA إلى DNA بواسطة أنزيم transcriptase inverase قبل الشروع في عملية النسخ وفي هذه الحالة يوجد نوعان من المضادات : نوع على شكل نظائر نيكليوزيدات كما شرحنا سابقا ونوع آخر على شكل جزيئات تدخل في الحيز النشيط لأنزيم transcriptase inverse وتحول بذلك دون تكون DNA انطلاقا من RNA.
    • يحتاج DNA الفيروس إلى أنزيم يدعى integrase حتى يتمكن من الدخول إلى نواة الخلية المستهدفة ، لكن لحد الآن لا يوجد مضاد فيروسي يستطيع مقاومة هذا الأنزيم ، ولا زال حقل البحث واسعا في هذا الباب، ورغم نجاح بعض التجارب مخبريا فإن تأكيدها على أرض الواقع لم يتم بعد.
    • بعد الانتهاء من عملية نسخ DNA الفيروس يتم إنتاج الفيروسات الأبناء وتعتمد بعض الأنواع على غشاء الخلية لإحاطة محتواها ، وتوجد بعض المضادات التي تحرم هذه الفيروسات الجديدة من الغشاء الخلوي وتمنع بذلك استمراريتها وانتشارها.
    • تكون بروتينات الفيروسات الأبناء غير ناضجة عند بعض الأنواع ، وتحتاج إلى أنزيمات تمكنها من التحول إلى بروتينات ناضجة ووظيفية ، لكن تدخل مضادات خاصة يشل حركة هذه الأنزيمات ويحرم الفيروسات الأبناء من نضج بروتيناتها مما يؤدي إلى القضاء عليها .
    عقبات ومشاكل
    ترجع القلة الكبيرة للمضادات الفيروسية إلى عدة مشاكل وعراقيل نذكر منها:
    • عندما يدخل الفيروس في الخلية فإنه يرتبط بها ويندمج مع مكوناتها ، ولذلك فإن المضادات التي تقصد الفيروس قد تقضي على الخلية أيضا ، ويعمل الباحثون على إيجاد مضادات تحارب الفيروس فقط دون الإضرار بالخلية .
    • قد يحصل نجاح كبير لبعض المضادات على مستوى التجارب المخبرية لكن التطبيق على الإنسان لا يأتي بالنتيجة المرغوبة.
    • تتطور الفيروسات بشكل كبير ولذلك يصعب رصدها والقضاء عليها ، فبمجرد توصل العلماء إلى بعض المضادات فإنها تلقى مقاومة من الفيروسات التي تغير الشكل والبرنامج الوراثي للأجيال القادمة للهروب منها.
    • ويعاب كذلك على هذه المضادات تسببها في العديد من الأعراض الجانبية ، والتكاليف الباهضة لاكتشافها ودراستها.
    وفي انتظار تطوير هذا الميدان ، تبقى اللقاحات هي الوسيلة الأنجع للوقاية من الفيروسات . واللقاح الوقائي هو منتج قادر على ضمان وقاية مناعية ضد المرض ، ويتكون من الفيروس نفسه لكنه يكون غير ممرض وغير قادر على التكاثر .

    ويعمل الخبراء على تطوير نوع آخر من اللقاحات وهي اللقاحات الاستشفائية والتي تعتمد على نفس مبدأ اللقاحات الوقائية لكنها موجهة إلى أشخاص أصيبوا بالمرض لتدعيم مناعتهم ضده . ويعقد الأمل كذلك على الأبحاث المنصبة على بروتين يدعى انترفيرون interferon يركب من طرف الخلايا المصابة بالفيروس لحماية الخلايا المجاورة.

    حار العلم الحديث بالرغم من التقدم الكبير الذي وصل إليه ، في إيجاد حلول حاسمة للقضاء على الفيروسات ، هذه الكائنات المتناهية في الصغر تقول للناس عامة وللمتكبرين من العلماء خاصة : " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " .



 
 توقيع :


رد مع اقتباس