16
****
الكوليرا Cholera
كلمة كوليرا مشتقة من كلمة يونانية أو إغريقية بمعنى تدفق الصفراء flow of bile. وهو مرض حاد ينشأ من عدوىللجهاز الهضمي, ونظرا لشدة الإسهال الذي يسببه المرض ولأنه يسبب جفاف شديد كما قد يسبب وفاة خلال ساعات من العدوى ولحدوثه بشكل وبائي فهو يعتبر أحد أكثر الأوبئة التي تسبب خوفا شديدا.
وكما أن الكوليرا مازال يمثل تهديدا كوباء, فهو في ذات الوقت يعتبر مؤشرا لتطور المجتمعات فهو لا يمثل تهديدا كبيرا في المناطق التي تتمتع بحد أدنى من الاهتمام بصحة سكانها بينما مازال المرض يمثل تحديا وتهديدا كبيرا لسكان المناطق التي لديها مشاكل لا تضمن نقاء مياه الشرب وسلامة الصرف الصحي. وقد أصاب مرض الكوليرا عدة أماكن من العالم في آسيا وإفريقيا ومناطق من الشرق الأوسط.
يوجد أكثر من مائة نوع من الكوليرا ولكن نوعين منها فقط هو الذي يصيب الإنسان. وأول من تعرف على سبب المرض هو روبرت كوخ Robert Koch عام 1883 حيث اكتشف الميكروب المسبب وكان ذلك أثناء تفشى وباء للكوليرا بمصر.
سبب الكوليرا
ميكروب يسمى فيبريو كوليرا Vibrio cholerae . وهذا الميكروب يكون عصوي الشكل على شكل فاصلة comma-shaped وهو سلبي لصبغة الجرام .
طريقة العدوى بالكوليرا
لو أن شخصا شرب مشروبا أو أكل طعاما ملوثا بأحد النوعين من الميكروب المسببان للكوليرا فإن الميكروب يذهب إلى الأمعاء الدقيقة و يفرز مادة سامة toxin وهى مادة بروتينية لها تأثير على الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء يجعله يفرز الماء والأملاح المعدنية بتجويف الأمعاء مما يتسبب في حدوث جفاف.
فترة حضانة ميكروب الكوليرا
هي الفترة من التقاط العدوى حتى ظهور المرض, وهي في الكوليرا فترة قصيرة حيث تتراوح ما بين 5 ساعات إلى 5 أيام, وفي العادة تكون من يومين إلى خمسة أيام.
أعراض و علامات الكوليرا
معظم الأشخاص المصابين بالكوليرا لا يشعرون بالإعياء و المرض رغم وجود الميكروب بالبراز عندهم منذ 7 إلى 14 يوم وعند ظهور الأعراض والعلامات فإنها تكون خفيفة أو معتدلة عند حوالي 85 بالمائة من الحالات لدرجة صعوبة تمييزها عن حالات الإسهال التي تكون لأسباب أخرى. و أقل من 20 بالمائة من المصابين بالكوليرا تظهر عليهم أعراض وعلامات الكوليرا الشديدة والتي تسبب جفاف وأهم هذه الأعراض: إسهال مائي مع قليل من المخاط وهو يشبه ماء غسيل الأرز
يكون للبراز رائحة تشبه رائحة السمك
حدوث قيئ vomiting
تقلصات بالبطن
جفاف dehydration
ارتفاع بالحرارة و خاصة عند الأطفال
طريقة انتقال العدوى
عن طريق شرب سوائل ملوثة بميكروب الكوليرا. عن طريق أكل أطعمة ملوثة بالميكروب مثل الأطعمة البحرية الغير مطهية جيدا.
العوامل التي تزيد من قابلية الأشخاص للمرض تشخيص الكوليرا
يتم التشخيص من خلال الأعراض والعلامات وأيضا بأخذ عينة من البراز لفحصها بالمختبر.
علاج الكوليرا
العلاج الرئيسي للكوليرا يكون بشرب كمية كبيرة من السوائل لتعويض السوائل التي فقدها الجسم, كما يجب تعويض الأملاح التي فقدها الجسم أيضا وذلك بإعطاء الأملاح ضد الجفاف oral rehydration solution والتي تكون بالمتناول بالصيدليات . وفي حالات الجفاف الشديد يجب دخول المستشفى لأخذ السوائل بالحقن عن طريق الوريد على شكل محلول intravenous drip.
تعطى المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين tetracycline والإريثروميسين erythromycin وذلك لقتل الميكروب المسبب وبالتالي وقف الإسهال وإيقاف فقدان الجسم للسوائل .
الوقاية من الكوليرا
استعمال مياه الشرب النقية.
عدم تناول المأكولات البحرية دون طهيها جيدا.
عدم أكل الخضروات والفاكهة المغسولة في مياه الترع و القنوات والتي قد تكون ملوثة وأكل الفواكه والخضروات الطازجة والتي يتم غسلها بماء نقى.
غسل الأيدي جيدا بعد الخروج من دورات المياه وقبل مسك الأطعمة باليد أو شرب الماء.
ويمكن استعمال طعم للكوليرا عند وجود وباء أو قبل الذهاب إلى المناطق الموبوءة. و الطعم لا يقي ضد كل أنواع الكوليرا ولا يعطى حماية كاملة ولذلك يجب التركيز على وسائل الوقاية الأخرى.
17
****
الجديري المائي - العنقز Chickenpox - Varicella
ما هو الجديري المائي الجديري المائي - العنقز What is Chickenpox
أعراض الجديري المائي - العنقز Symptoms
الجديري المائي - العنقز و الحمل Chickenpox and Pregnancy
علاج الجديري المائي - العنقز Treatment
الوقاية من الجديري المائي - العنقز Prevention
18
****
الطاعون Plague
هو مرض معدي ينتشر بسرعة ومن الممكن أن يسبب الوفاة عند إهمال علاجه بالمضادات الحيوية.
الطاعون من الناحية التاريخية
تسبب الطاعون في ذعر ورعب أكثر من أي مرض معدي آخر, وقد تسبب في وفاة ما يقرب من 200 مليون شخص, وقد وضع هذا المرض علامة لنهاية العصور المظلمة وسببا من أسباب تقدم البحث الطبي, وقد تسبب الطاعون في تفشى عدة أوبئة epidemics كما تسبب في ثلاثة أوبئة ضخمة وشهيرة pandemics شملت مناطق كبيرة وممتدة من العالم . الأول انتشر من منطقة الشرق الأوسط إلى حوض البحر المتوسط خلال القرن الخامس والسادس وتسبب في مقتل نصف سكان هذه المناطق .
و الثاني ضرب أوروبا ما بين القرن الثامن والرابع عشر, وتسبب في وفاة حوالي 40 بالمائة من شعوب أوروبا .
و الثالث بدأ من الصين عام 1855 ميلادي وانتشر إلى القارات الأخرى .
وقد نجح ألكسندر يرسن Alexandre Yersin في عزل الميكروب المسبب للطاعون واستحدث علاجا كمصل مضاد للمرض antiserum, وهو أول من توقع أن تكون البراغيث fleas والفئران هي سبب الوباء وذلك أثناء انتشار وبائي للطاعون عام 1894 وقد سمى الميكروب العصوي الشكل المسبب للطاعون باسم اليرسينية الطاعونية Yersinia pestis وقد انتشر الوباء في كل القارات عدا قارة أستراليا .
هل يمكن استئصال الوباء
وهذا الوباء على خلاف الجدري ليس من الممكن إزالته أو القضاء عليه أو استئصاله, حيث يوجد الميكروب حيا في ملايين الحيوانات وبلايين البراغيث التي تعيش على أجسام تلك الحيوانات وأيضا لتواجد الطاعون في الصحراء و السهول أو الوديان والمرتفعات الجبلية و الغابات. وهذا المرض يصيب الحيوان العائل للمرض ويسبب وفاته وبعد وفاته تخرج البراغيث من جسمه لتكون معدية لمدة أشهر لاحقة.
وفى الولايات المتحدة يصاب كل عام حوالي 18 شخص بالطاعون وتكون أغلب هذه الحالات في ولايات الغرب الجنوبي مثل نيو مكسيكو و أريزونا و كلورادو و كليفورنيا و يرجع ذلك إلى وجود نوع من السنجاب بهذه المناطق وهذا السنجاب يسهل إصابته بميكروب الطاعون .
وخارج الولايات المتحدة يصاب حوالي 1600 شخص كل عام, ومعظم هذه الحالات تكون في تنزانيا ومدغشقر وبيرو وزائير وبورما والبرازيل وأوغندا والصين وفيتنام .
سبب الطاعون
ميكروب عصوي الشكل يسمى اليرسينية الطاعونية Yersinia pestis.
طريقة انتقال العدوى
ينتقل الميكروب إلى الإنسان من خلال عض حيوان مصاب مثل الفئران أو من خلال لدغ البراغيث التي تعيش على أجسام الحيوانات المصابة والتي تشمل أنواع متعددة منها الفئران و القطط و الكلاب المستأنسة و السنجاب و الأرانب و الجمال و الخرفان و يطلق على الحيوانات المصابة لفظ العائل للمرض .
أما الحشرات الناقلة فيطلق عليها لفظ الوسيط وهو في العادة البراغيث التي تعيش على أجساد الفئران وتوجد حشرات أخرى من الممكن أن تنقل العدوى منها القمل والقراد.
كما يمكن انتقال العدوى عن طريق الاستنشاق سواء كان الاستنشاق للرذاذ الصادر من الأشخاص المصابين بالطاعون الرئوي أثناء السعال, أو للهواء الملوث بالميكروب الذي يطلق أثناء حوادث إرهاب .
فترة حضانة الطاعون
بين 15- 67 يوماً في الطاعون الذي يصيب الغدد الليمفاوية والنوع التسممي، وما بين 2 - 4 أيام في الطاعون الرئوي.
أنواع الطاعون
النوع الذي يصيب الغدد الليمفاوية bubonic plague
ويسمى أيضا بالطاعون الدملي, وينشأ هذا النوع نتيجة تقيؤ البراغيث للميكروب - أثناء عض جلد الضحية - الذي ينمو و يترعرع في المريء والذي يسبب تراكمه عدم مرور الطعام إلى أمعاء البراغيث مما يصيب البراغيث بجوع شديد يسبب تهيجها ومصها للدماء والذي أثنائه تتقيأ الميكروب وتحقنه بجلد الضحية .
ويغزو الميكروب الغدد الليمفاوية المجاورة لمناطق اللدغ مسببا التهابها كما بالصورة إلى أسفل .
ثم ينتشر الميكروب إلى كل الجسم عن طريق الجهاز الليمفاوي ويسبب هذا النوع وفاة من 1 إلى 15 بالمائة من الحالات التي يتم علاجها بينما يسبب وفاة من 40 إلى 60 بالمائة من الحالات إذا تركت دون علاج .
- النوع الذي يصيب الرئتين Pneumonic plague
و ينشأ هذا النوع نتيجة استنشاق الميكروب الموجود بالهواء عند تلوثه بالرذاذ الصادر من المصابين بالطاعون الرئوي نتيجة السعال أو الذي يلوث الهواء أثناء إطلاقه في الحرب البيولوجية, و يسبب هذا النوع وفاة 100 بالمائة من الحالات المصابة خلال 24 ساعة من الإصابة إذا تركت دون علاج .
- النوع التسممي Septicemic plague
وهو النوع الذي يلوث فيه الميكروب الدم بالجسم كله, ويكون مصدر تلوث الدم إما العض المباشر للبراغيث الناقلة أو انتشاره إلى الدم من الأنواع السابق ذكرها .
العوامل التي تزيد من خطر التعرض للإصابة بالطاعون Risk factors
العيش في المناطق الريفية و خاصة الأماكن التي ينتشر بها الطاعون .
العيش بأماكن بها فئران مصابة أو حيوانات أخرى من القوارض والتي تشكل عائلا للمرض .
المشاركة في أنشطة بالبراري مثل المعسكرات والتنزه سيرا على الأقدام لمسافات بمناطق الإصابة و النوم بهذه المناطق أو الصيد .
التعرض للدغ البراغيث .
مخالطة المرضى بالطاعون .
العمل بمجال الطب البيطري .
أعراض وعلامات الطاعون
ارتفاع بالحرارة
قشعريرة و ارتعاش
آلام و أوجاع بالجسم
ألم بالزور
صداع بالرأس
ضعف عام
شعور عام بالمرض والإعياء
ألم بالبطن
شعور بالغثيان و حدوث قيئ
إسهال أو إمساك وبراز ذو لون أسود
ألم بمنطقة المعدة
سعال
قصور بالتنفس
تصلب بالرقبة
عدم انتظام بضربات القلب و هبوط بضغط الدم
تشوش الذهنو حدوث تشنجات
وجود غدد ليمفاوية ملتهبة ومتضخمة بالمناطق من الجسم القريبة من مواضع لدغ البراغيث
في مناطق النزف بالجلد يتغير لون الجلد إلى اللون الأسود كما بالصورة
تشخيص الطاعون
للتأكد من التشخيص يطلب الطبيب عمل اختبار مزرعة لعينات من الدم أو البصاق أو الغدد اللمفية . وقد يطلب الطبيب عمل أشعة على الصدر لمعرفة هل هناك إصابة للرئتين . وعند ثبوت التشخيص يحتاج المريض مساعدة الطبيب المتخصص في علاج الأمراض المعدية , كما يتم إبلاغ المراكز المتخصصة في السيطرة والوقاية من الأوبئة والتي تهتم بأخذ عينات للفحص بالمختبرات وتتعقب مصدر المرض وتتعرف على منبعه وتقوم بعمل الإجراءات الوقائية لمنع الخطر الكامن والذي قد يتسبب في انتشار وباء الطاعون .
علاج الطاعون
حين يتوقع الأطباء أن أحد المرضى مصاب بالطاعون فإنهم يتخذون الاحتياطات اللازمة لعدم انتقال العدوى إليهم من لبس قفازات ومرايل و أقنعة, كما تتخذ كل الاحتياطات الخاصة بعزل المريض ومنع انتقال العدوى إلى الغير, كما يتم الاستمرار في عزل المريض عن الآخرين لمدة يومين أو ثلاثة بعد إعطاء المضادات الحيوية أو حتى تزول العدوى .
قد يحتاج المريض إلى أكسوجين لمساعدته في التنفس .
أغلب المرضى يعانون من انخفاض شديد بضغط الدم بسبب العدوى بميكروب الطاعون مما يتطلب متابعة المتخصصين لهم في وحدة العناية المركزة.
يشمل العلاج أدوية متعددة أهمها المضادات الحيوية والتي منها كبريتات الإستربتوميسينstreptomycin sulfate مضافا إلى التتراسيكلين tetracycline .
مضاعفات و خطورة الطاعون
قد يصاب مريض الطاعون بالالتهاب السحائي meningitis كأحد المضاعفات وقد يصاب أيضا بهبوط شديد بضغط الدم والناشئ من العدوى بميكروب الطاعون septic shock كما قد يحدث موت للأنسجة و نزف أو التهاب الأغشية حول القلب pericarditis وكل ذلك قد يؤدى للوفاة .
الوقاية من الطاعون
يجب تجنب أماكن تواجد الحيوانات العائلة للمرض - وأهمها الفئران- ويجب التخلص منها ومن الحشرات الناقلة - وأهمها البراغيث- عند تواجد الطاعون .
العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة في المستشفيات حتى يتم الشفاء التام .
يجب تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق .
يتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو البخار تحت الضغط العالي يتم تطهير غرفة المريض جيدا بعد انتهاء الحالة .
يجب تدقيق ملاحظة المخالطين للمرضى وعند ظهور أي أعراض عليهم - مثل ارتفاع الحرارة أو تورم بالغدد الليمفاوية – يجب البدء في إعطائهم المضادات الحيوية كما يمكن إعطاء المخالطين المضادات الحيوية كإجراء وقائي .