إِمْرَأَة أَحْلَامِهَا تَتَجَاوَز الْسَّمَاء

وَيَتَنَاسْوَن بِأَنَّنِي إِمْرَأَة الْحُلُم الْعَابِر .. لَا تُجِيْد الْبَقَاء فِي قَلْب مَن تَهْوَاه
وَأَنَّهَا تَخُط حُرُوْفِهَا عَلَى أَمَل .. ان تَعِيْش مَعَه حَيَاة أَبَدِيَّة
الْحـب فِيْه يَعْصِهـــا .. يُثِيْر فِيْهـا رَغْبَة جُنُوْنِيَّة
تَبْتَعِد ، تَقْتَرِب سِيَّان .. فَعِطْرُه يَسْرِي فِي عُرُوْقِهَا يُغَذِّيَهَا
فَكَيْف لـ امْرَأَة تَعِيْش حُلْمَا بِلُقْيَاه ، أَن تَشْتَاقُه فِي لُقْيَاه
وَكَيْف وَهُو بَعِيْد عَنْهَا قَرِيْب .. يَزُوْر مُدُنِهَا .. يَسْكُنُهَا
وَكَيْف لِمَن لَا يَمْلِك هُوَيَّة .. أَن يَتَجَوَّل بِدَاخِلِهَا بِحُرِّيَّة
وَكَيْف لَهَا هِي .. أَن تَبْتَعِد عَنْه .. وَهُو مِن أَعَادَهَا لِزَمَن الْعُبُوْدِيَّة
وَتَرْضَى بِدَوْر الْجَارِيَة أَمَامَه ... وَتُسَوِّق نَفْسَهَا إِلَيْه سَبْيِه
فَيَا رَجُل مَلَكَت أَمْرَهَا ... زُلْزِلَت مُدُنِهَا .. وَعَاشَت مَعَك أَحْلَامِهَا الْوَرْدِيَّة
سُلِبَت عَقْلِهَا .. اغتَلْتِهَا.. سَحَرَتْهَا .. بِمُحَيّاكـ الْسَّاحِر الْخَفِي
وَيَوْم تَمَرَّدَت عَلَى الْحُلْم .. وَتَجَرَّأْت عَلَى رُؤْيَاكـ وَاتَت إِلَيْك حَامِلَة وَرْدَة جَوْرِيَّة
رَغْبَة فِي رَجُل .. جَمَعْتُهَا بِه مُدُن خَيَالَهَا ... فَاكْتَشَفَت فِي وَاقِعِه كَم كَانَت غَبِيَّة
فَعَادَت لـ أَحْلَامِهَا مُنْكَسِرَة وَنَظَرْت لتَشَوَهَات صَوَّرْتُه الَّتِي كَانَت عَنْهَا مَخْفِيَّه
وَتَمَنَّت أَن تَنَام .. وَتَحْلُم بِطَيْف رِجْل لَم يَعْرِف يَوْمَا وَاقِعَا وَلَا حَيَاة عَادِيّة
وَهَاهِي الْيَوْم أَصْبَحْت إِمْرَأَة بَعْدَمَا كَانَت أَحْلَامِهَا تَتَجَاوَز الْسَّمَاء .. عَن نَّفْسِهَا مَطْوِيَّة
|