عذراً سيدي.. هل مات غرورك اليوم؟!


يقفُ على قارعة الطريق منكسراً وحيد..
تمرُ أمامهُ .. فيرمُقها بحب وشوقِ يمتزجان.
ويصرُخ .. أنتِ هيّ
فتنظر إليه بﻼ‌ أكثراث
قائلة
:
قطعاً لم أكن أنا تلك المجنونة الواقفة على قارعة الطريق
تحت صقيع البرد تنتظرُك
تُدثرُ نفسها ببقايا كلماتك الدافئة
وتُشعل أعواد الكبريت
تلتمسُ بعض الدفىء حتى تعود!
عذراً سيدي
اﻻ‌ زلت تظنُ بأني تلك الياسمينةُ الذابله على جدران مملكتك
تنتظر هطول أمطارك لتنمو .. وتبتهج أخضراراً بقدومك!
وتشرقُ بيضاء عابقةٍ بعطر الياسمين
تُهديك نفسها في زجاجة تٌدلل بها نفسك..
ثم تترُكها على طاولة غرورك.. لحين عودتك من جديد!
......
عذراً سيدي
أتظنُ بأني تلك الفراشة زاهية اﻷ‌لوان
التي تُحلق على أزهار شرفتك كل صباح
تستقي من أزهارك قطراتِ الندى..
وتحلق حولك تمتزجُ بأشعة الشمس
تبهر أعيونك بجمال الكون
لترسم على شفاهك أبتسامه
فترتطم بزجاج شرفتك وتسقط بﻼ‌ حراك
فﻼ‌ تكترت أماتت أم تعيش!
وتُثقل بالجراح وتغيبُ طويﻼ‌ً ..
ثم تعود .. فقط
لترسُم على شفاهك ابتسامه..
فتموت ذات يوماً حقيقه وﻻ‌ تكترث!
أم تُراك تحلمُ بأني تلك اﻷ‌ميرةُ الجميله
التي أسقطت حذائها في حفلك الساهر ذات مساء..
ثم هربت خوفاً من وعد الساحرة ..
لتعود إلى بؤسها .. على أملٍ بك
فتُجد في البحث عنها
وتقسم على أن ﻻ‌ تكون اﻻ‌ هي لك..
تجدُها ..
فتطيرُ فرحاً بك .. تُغمض عينيها
هـا قـد تـحقـق الـحُـلـم
وتزدان في ثوبها اﻷ‌بيض ..
وترتدي " حذاء اللقاء
تستقبلُ الوعد
فترحلُ أنت بﻼ‌ وداع
فقط
ﻷ‌نك مغرورُ بك!
وتبقي هي تنتظرُك
حتما سيعود
وﻻ‌ تعود ..!
....
عذراً سيدي
هل مات غُرورك اليوم؟!
وشابت مﻼ‌محُك .. وتكسرت أجنحتُك
واضمحلت أمواج شُطآنك ..
وبقيت وحيداً .. منكسراً
على قارعة الطريق تنتظرُها!
لتعود اﻵ‌ن مُعتقداً .. جازماً
بأني ملكةُُ ذلك القصر المُشيد في أعماق قلبك!
الخالي من كُل شيءٍ سواي!
عذراً سيدي
فلستُ أنا من ترسمُ أحﻼ‌مها على شاطئ البحر
وتُهديها إلى أمواجاً ﻻ‌ تهدأ .. لتمحوها
وتوقع بقواقعها على سذاجتها
قد ضاعت اﻷ‌حﻼ‌م ..
فلستُ أنا تلك المجنونه بك
ولستُ عطر الياسمين
أو تلك الفراشة الساذجة
أو حتى اﻷ‌ميرةُ البائسة
عُــد من حيثُ أتيت
فقد تجدُ ذات يوماً ضآلتُك

فلستُ أنا هـيّ!!